الإخراج

الإخراج :-
عملية إبداعية علمية فنية متكاملة تقتضي التعاون والتفاهم بين المنتج والمخرج وتعتمد على قواعد وضوابط تتلخص في القدرة على خلق اتصال ناجح بين عناصر أفراد طواقم العمل من منتجين وشخصيات قيادية , وفريق عمل ومعدات وأجهزة فنية من ميكروفونات وكاميرات وعواكس وإضاءة ورسوم وديكور وموسيقى ومؤثرات وأزياء وإكسسوارات و أماكن تصوير ....الخ , بحيث يتم الأعداد لذلك إعدادا شاملا وواضحا , والإنتاج الناجح الذي يختتم عملية الإنتاج بالبحث عن رجع الصدى والعلاقة مع الجمهور ومدى تقبل الجمهور لهذا العمل الجديد , بحيث يستفيد من هذه الآراء ويتعامل معها ليقدم الجديد وبالشكل والمضمون الجديدين

من هو المخرج :-
المخرج كمفهوم عام هو ذلك الفنان الذي يقرأ النص بتعمق ويصور أحداثه على مسرح مخيلته , ثم يجسدها بكل ما يمتلك من أدوات وتقنيات بواسطة الممثلين .
أما التعريف الجوهري فهو ذلك الفنان الذي يستطيع أن ينظر إلى الحياة نظرة عميقة فيحللها تحليلا دقيقا ويفسر ظواهرها الطبيعية والسياسية والاجتماعية و الاقتصادية بالإضافة إلى تمتعه بثقافة عامه واسعة واختصاص فني عال وتذوق جمالي رفيع .
فالمخرج هو قائد الإنتاج وهو الذي يحدد طريقه الإبداعي وهو العقل المفكر والمدبر والمسئول الأول والأخير عن نجاح أو فشل العمل بكل مقوماته وعن أداء الممثلين , وعن تفاعل الجمهور مع الأحداث من البداية حتى النهاية .
وهو المسئول عن الإجابة عن كل الأسئلة التي تطرح حول الإنتاج .

صفات ومؤهلات المخرج :-
لقد أصبحت الدراسة الآن معقدة جدا بينما صارت مهنة الإخراج نتيجة لذلك تتطلب قدراً من المعارف بحيث الدراسة الاختصاصية العليا مطلبا حتميا للنشاط الإخراجي .
هناك على الأغلب صفة واحده تجمع كل المخرجين المتميزين إنها حب العمل , فالمخرج له صفات ومؤهلات وشروط لابد من توفرها ليحدث التطابق والتماثل مع المهمات والواجبات الملقاة على عاتقه وتتناسب مع تطلعاته وآماله , يمكن انجاز ذلك في ما يلي:
1- امتلاك القدرة التعليمية , والقدرة على النفاذ إلى أعماق النفس .
2- امتلاك الموهبة والذكاء.
3- يتمتع بإرادة صبورة .
4- يتمتع بصحة حديديه وأعصاب فولاذيه وتفاؤل دائم.
5- ألقدره على التعامل مع مختلف أنواع الناس بدءا من المشاركة في المشهد الجماهير وانتهاء بمدير الأستوديو.
6- يمتلك الكفاءة والقدرة على المران وترتيب وتنظيم العمل فنيا وإداريا وماليا.
7- التمتع بمهارة القيادة والتفهم والاستقطاب و الجذب وحسن الحديث والمجاملة والتوجيه.
8- القدرة على تحمل المسئولية وتبعات العمل سلبا وإيجابا والقدرة على المعالجة والمتابعة.
9- القدرة على الإبداع والابتكار والتجديد والتجريب .
10- يتمتع بخيال خصب وشعور وإحساس مرهف .
11- يتمتع بسمات الإدراك ويميز الأصوات وتطويعها بالتدريب والتقليد وفق القواعد والأصول والدلالات.
12- الإلمام بالإمكانات الفنية والتقنيات وأدواتها , وعناصرها داخل الأستوديو , وخارجه, ومميزاته وحاجاته وان تكون لديه القدرة على استخدامها في مواضعها .
13- أن يتمتع بقدرات معرفية وثقافية عامه في مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والمعارف العامة.
14- الإلمام بالسياسة العامة لوسائل الأعلام وقوانينها و أنظمتها والتشريعات الفنية لها والمهنية وعلاقاتها الأخرى إقليميا ودوليا .
15- إتقان اللغة العربية ودلالاتها وقواعدها بحيث يمكنه مراجعة النص وتوجيه المؤدين المشاركين في العمل , وتصويب مخارج الحروف .
16- يتحلى بروح التعاون مع الفنانين والمشاركين وطواقم الإنتاج من فنيين وإداريين ومسئولين .
17- أن يكون لديه الكفاءة والحب والرغبة في تشكيل فريق عمل يسهر على تدريبه وإعداده وتقديمه إلى المستعين أو المشاهدين والجماهير بشكل عام .
18- التعاون مع المنتجين والمشاركة في صياغة الأفكار وابتكارها وتكليف القادرين على الكتابة وفق الأسلوب والمضمون بهدف تحسين الإنتاج , وضمان نجاحه وتفوقه.
مهام وواجبات المخرج :-
أن عمل المخرج هو عمل مهم ويقع في أعلى درجات التخصص المعاصر في مجال الفن , إذا كان الممثل يقف مابين المتفرج والمؤلف ,باعتباره مترجما لفكرة المؤلف إلى لغة الفعل المسرحي أو السينمائي أو التلفزيوني أو الإذاعي , فأن المخرج يقف بين الممثل والمؤلف الأصلي .
وهكذا فأن المخرج هو مترجم للمترجمين , انه أول من يفسر العمل الفني , وينقل تفسيره ورؤيته لما كتبه المؤلف , إلى كل مجموعه من المنفذين .
فبعد إن ينتهي الكاتب من مهمته الأساسية وهي كتابه النص يتم تسليمه إلى المخرج , ومن هنا تبدأ مهام المخرج ويمكن انجاز ذلك فيما يلي :-
1- قراءة النص , حيث تعتبر من أهم المراحل وأخطرها في مسيرة المخرج الفنية فهي نقطة الانطلاق , فالمخرج الناجح سيعيد قراءة النص مرارا ويتعمق فيه أكثر لكي يكوٌن رؤية واضحة , ويستطيع من خلال ذلك استنباط ما بين السطور .
2- تدوين كل ما يخطر على البال من ملاحظات وأفكار تغني النص , أ, تساؤلات حوله أو حلول يمكن الاستفادة منها .
3- تحديد الهدف الأعلى والأسمى للعمل مع تحديد الأهداف الصغرى التي جميعها تصب في خدمة الهدف الأساسي للعمل .
4- يعني ذلك أن المخرج يأخذ بعين الاعتبار نوع العمل الذي سيتم إنتاجه سواء كان برامج أو أفلام أو مسلسل أو سلسلة أو إنتاج وثائقي .... الخ لهذا لابد من الدقة في تحديد المهمات و الأهداف والأهداف و الأدوار والجمهور المستهدف والأساليب والأشكال التي يُقدم بها العمل .
5- تقسيم النص إلى محاور أو مشاهد أو حلقات ....الخ حسب نوع العمل وذلك حتى يسهل إنتاجه .
6- تحديد أماكن العمل الداخلية والخارجية .
7- تحديد الأدوار والشخصيات المشاركة في الإنتاج من فنانين وفنيين وإداريين ومنتجين ....الخ .
8- قراءة النص وإسناد الأدوار للشخصيات المشاركة وتحليلها ....
9- يصنع المخرج خطه تنفيذية للإنتاج وهي سلاحه في نضاله لتجسيد رؤيته الفنية .
10- يقوم المخرج بوضع برنامج زمني عليه أن يخطط أعماله بحيث تتوافق ومتطلبات التنفيذ .
11- يعطي المخرج تعليماته لكل المشاركين في العمل من ( رسام ومصور والتفاهم مع مهندس الصوت و الإضاءة والموسيقى والديكور والأزياء والمؤثرات .....الخ ) .
12- التدريب الشامل وهو المعروف بالبروفة النهائية التي يتواصل فيها العمل دون انقطاع إلا عند اللزوم , أما بخصوص لأذاعه فسيكون لنا تفاهم حول ذلك في كيفية الإخراج والتدريب على الفنيات والتقنيات الإذاعية الطاقم المشترك .
13- التعليم ... عليه أن يتعلم طوال الوقت , وعليه أن يخطو جنبا إلى جنب مع الفن النامي باستمرار , وعليه أن يسير قدما إلى الأمام .
14- إعداد السيناريو التنفيذي للتصوير بدءا باللقطة والمشهد انتهاء بالعمل .
15- عملية المونتاج , ربط مآتم تصويره وفق النص من وجهه المنظور الفني للمخرج .
16- بذلك تتم مراحل الأعداد والإنتاج والتنفيذ ليصبح العمل جاهزا للبث أو العرض .

تكوين شخصية المخرج :-
لا يمكن للمخرج أن يكون واضح الأسلوب في أعماله الأولى حتى ولو تخرج من معهد عال إلا بعد فترة وهذه البنود يمكن إيجاز منها فيما يلي :-
1- الممارسة والمران , يمر من خلالها بتجارب مختلفة في العمل الإخراجي مع الممثلين وبقية الفنانين .
2- المطالعة المستمرة والدراسات الفنية لمختلف أنواع الأدب من قصه وشعر ومقالات فنية ناقده .
3- الاهتمام بالأحداث العلمية ويتفاعل معها كاهتمامه بأحداث وطنه وبلده .
4- عليه أن يتحسس كل المشاكل الاجتماعية وان يلم بقوانين التطور الاجتماعي .
5- عليه أن يطلع على الفنون التشكيلية , وان يزور المتاحف والمعارض .
6- التزود بالثقافة الموسيقية , وان يستمع للأعمال الموسيقية , وان يعرف مواضيع الأوبرا , والأوبريت والباليه .
7- مراقبة الحياة وإيداع كل حادثة في مستودع اللاشعور , فاللاشعور مستودع كبير لا حدود له يتسع لكل ما نودعه في , وهو صديق مخلص ينقذنا في الأوقات المناسبة ... ولكن المراقبة وحدها لا تكفي فعلينا أن نعرف كيف نراقب ....
كل ذلك كي يتمكن من بلورة نظرته الفنية للحياة ورؤيته التي سيبني عليها طريقته في العمل وأسلوبه الذي يجسد به الصراعات الإنسانية , وأعماق الحياة النفسية والروحية للإنسان .